الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

خلق الملائكة وصفاتهم عليهم السلام الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179

قال الله تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم [ آل عمران : 18 ] . وقال : لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون [ النساء : 166 ] . وقال تعالى : وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين [ الأنبياء : 26 - 29 ] . وقال تعالى : تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم [ الشورى : 5 ] . وقال تعالى : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم [ غافر : 7 ، 8 ] .

[ ص: 90 ] وقال تعالى : فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون [ فصلت : 38 ] . وقال : ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون [ الأنبياء : 19 20 ] . وقال تعالى : وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون [ الصافات : 164 - 166 ] . وقال تعالى : وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا [ مريم : 64 ] . وقال تعالى : وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون [ الانفطار : 10 - 12 ] . وقال تعالى : وما يعلم جنود ربك إلا هو [ المدثر : 31 ] . وقال تعالى : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار [ الرعد : 23 - 24 ] . وقال تعالى : الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير [ فاطر : 1 ] . وقال تعالى : ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا [ الفرقان : 25 - 26 ] .

[ ص: 91 ] وقال تعالى : وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا [ الفرقان : 21 22 ] . وقال تعالى : من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين [ البقرة : 98 ] . وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [ التحريم : 6 ] . والآيات في ذكر الملائكة كثيرة جدا يصفهم تعالى بالقوة في العبادة وفي الخلق ، وحسن المنظر ، وعظمة الأشكال ، وقوة الشكل في الصور المتعددة كما قال تعالى : ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات [ هود : 77 - 78 ] . الآيات . فذكرنا في التفسير ما ذكره غير واحد من العلماء من أن الملائكة تبدو لهم في صورة شباب حسان امتحانا واختبارا حتى قامت على قوم لوط الحجة ، وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر . وكذلك كان جبريل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة ; فتارة يأتي في صورة دحية بن خليفة الكلبي ، وتارة في صورة أعرابي ، [ ص: 92 ] وتارة في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح ما بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب ، كما رآه على هذه الصفة مرتين ; مرة منهبطا من السماء إلى الأرض ، وتارة عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ، وهو قوله تعالى : علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى [ النجم : 5 - 8 ] . أي جبريل كما ذكرناه عن غير واحد من الصحابة منهم ; ابن مسعود ، وأبو هريرة ، وأبو ذر ، وعائشة . فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى . أي إلى عبد الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى [ النجم : 13 - 14 ] . وكل ذلك المراد به جبريل .

وقد ذكرنا في أحاديث الإسراء في سورة سبحان أن سدرة المنتهى في السماء السابعة ، وفي رواية : في السادسة أي : أصلها ، وفروعها في السابعة ، إذ يغشى السدرة ما يغشى . قيل : غشيها نور الرب جل جلاله . وقيل : غشيها فراش من ذهب . وقيل : غشيها ألوان متعددة كثيرة غير منحصرة . وقيل : غشيها الملائكة مثل الغربان . وقيل : غشيها من الله أمر ، فلا يستطيع أحد أن ينعتها ; أي من حسنها وبهائها . ولا منافاة بين هذه الأقوال إذ الجميع ممكن حصوله في حال واحدة . وذكرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثم رفعت لي سدرة المنتهى ، فإذا نبقها كالقلال . وفي رواية : كقلال هجر ، وإذا ورقها كآذان [ ص: 93 ] الفيلة ، وإذا يخرج من أصلها نهران باطنان ، ونهران ظاهران ; فأما الباطنان ففي الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات . وتقدم الكلام على هذا في ذكر خلق الأرض ، وما فيها من البحار والأنهار . وفيه : ثم رفع لي البيت المعمور ، وإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم . وذكر أنه وجد إبراهيم الخليل عليه السلام مستندا ظهره إلى البيت المعمور . وذكرنا وجه المناسبة في هذا ; أن البيت المعمور في السماء السابعة بمنزلة الكعبة في الأرض . وقد روى سفيان الثوري ، وشعبة ، وأبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ; أن ابن الكواء سأل علي بن أبي طالب ، عن البيت المعمور فقال : هو مسجد في السماء يقال له الضراح ، وهو بحيال الكعبة من فوقها ، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدا . وهكذا روى علي بن ربيعة ، وأبو الطفيل ، عن علي مثله . وقال الطبراني : أنبأنا الحسن بن علويه القطان ، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة ، حدثنا ابن جريج ، عن صفوان بن سليم ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البيت المعمور في السماء يقال له الضراح ، وهو على مثل البيت الحرام بحياله ، لو سقط لسقط عليه ، يدخله كل يوم سبعون ألف [ ص: 94 ] ملك ، ثم لا يرونه قط ، وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة . يعني في الأرض . وهكذا قال العوفي ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، وغير واحد . وقال قتادة : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يوما لأصحابه هل تدرون ما البيت المعمور ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة ، لو خر لخر عليها ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم . وزعم الضحاك أنه تعمره طائفة من الملائكة يقال لهم الحن من قبيلة إبليس لعنه الله . كان يقول سدنته وخدامه منهم ، والله أعلم .

وقال آخرون : في كل سماء بيت يعمره ملائكته بالعبادة فيه ، ويفدون إليه بالنوبة والبدل ، كما يعمر أهل الأرض البيت العتيق بالحج في كل عام ، والاعتمار في كل وقت ، والطواف والصلاة في كل آن .

قال سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في أوائل كتابه المغازي : حدثنا أبو عبيد في حديث مجاهد : أن الحرم حرام مناه يعني قدره من السماوات السبع والأرضين السبع ، وأنه رابع أربعة عشر بيتا ; في كل سماء بيت ، وفي كل أرض بيت لو سقطت سقط بعضها على بعض ، ثم روى عن مجاهد قال : مناه ; أي مقابله ، وهو حرف مقصور ، ثم قال : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي سليمان مؤذن الحجاج سمعت عبد الله بن عمرو يقول : إن الحرم محرم في السماوات السبع مقداره [ ص: 95 ] من الأرض ، وإن بيت المقدس مقدس في السماوات السبع مقداره من الأرض . كما قال بعض الشعراء :


إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أشد وأطول
واسم البيت الذي في السماء الدنيا بيت العزة ، واسم الملك الذي هو مقدم الملائكة فيها إسماعيل ، فعلى هذا يكون السبعون ألفا من الملائكة الذين يدخلون في كل يوم إلى البيت المعمور ، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم : أي لا تحصل لهم نوبة فيه إلى آخر الدهر ; يكونون من سكان السماء السابعة وحدها ، ولهذا قال تعالى : وما يعلم جنود ربك إلا هو [ المدثر : 31 ] .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن مورق ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء ، وحق لها أن تئط ; ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل . فقال أبو ذر : والله لوددت أني شجرة تعضد . رواه الترمذي ، وابن ماجه من حديث إسرائيل فقال الترمذي : حسن غريب ، ويروى عن أبي ذر موقوفا .

[ ص: 96 ] وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا حسين بن عرفة المصري ، حدثنا عروة بن مروان الرقي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم بن مالك ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا : ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لا نشرك بك شيئا . فدل هذان الحديثان على أنه ما من موضع في السماوات السبع إلا وهو مشغول بالملائكة ، وهم في صنوف من العبادة ; منهم من هو قائم أبدا ، ومنهم من هو راكع أبدا ، ومنهم من هو ساجد أبدا ، ومنهم من هو في صنوف أخر الله أعلم بها ، وهم دائمون في عبادتهم ، وتسبيحهم ، وأذكارهم ، وأعمالهم التي أمرهم الله بها ، ولهم منازل عند ربهم كما قال تعالى : وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون [ الصافات : 164 - 166 ] . وقال صلى الله عليه وسلم : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا : وكيف يصفون عند ربهم ؟ قال : يتمون الصفوف الأول ، ويتراصون في الصف .

[ ص: 97 ] وقال فضلنا على الناس بثلاث ; جعلت لنا الأرض مسجدا ، وتربتها لنا طهورا ، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة . وكذلك يأتون يوم القيامة بين يدي الرب جل جلاله صفوفا . كما قال تعالى : وجاء ربك والملك صفا صفا [ الفجر : 22 ] . ويقفون صفوفا بين يدي ربهم عز وجل يوم القيامة . كما قال تعالى : يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا [ النبأ : 38 ] . والمراد بالروح هاهنا بنو آدم . قاله ابن عباس ، والحسن ، وقتادة . وقيل : ضرب من الملائكة يشبهون بني آدم في الشكل . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وأبو صالح ، والأعمش . وقيل : جبريل . قاله الشعبي ، وسعيد بن جبير ، والضحاك . وقيل : ملك يقال له : الروح بقدر جميع المخلوقات . قال علي بن أبي طلحة : عن ابن عباس قوله : يوم يقوم الروح . قال : هو ملك من أعظم الملائكة خلقا . وقال ابن جرير : حدثني محمد بن خلف العسقلاني ، حدثنا رواد بن الجراح ، عن أبي حمزة ، عن الشعبي ، عن علقمة ، عن ابن مسعود قال : الروح في السماء الرابعة هو أعظم من السماوات والجبال ، ومن الملائكة يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة يخلق الله من كل تسبيحة [ ص: 98 ] ملكا من الملائكة يجيء يوم القيامة صفا وحده . وهذا غريب جدا .

وقال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم المصري ، حدثنا وهب الله بن رزق أبو هريرة ، حدثنا بشر بن بكر ، حدثنا الأوزاعي حدثني عطاء ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن لله ملكا لو قيل له : التقم السماوات والأرضين بلقمة واحدة لفعل ، تسبيحه : سبحانك حيث كنت . وهذا أيضا حديث غريب جدا ، وقد يكون موقوفا . وذكرنا في صفة حملة العرش ، عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام . رواه أبو داود ، وابن أبي حاتم ، ولفظه " مخفق الطير سبعمائة عام . "

وقد ورد في صفة جبريل عليه السلام أمر عظيم : قال الله تعالى : علمه شديد القوى [ النجم : 5 ] . قالوا : كان من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط ، وكن سبعا بمن فيها من الأمم ، وكانوا قريبا من أربعمائة [ ص: 99 ] ألف ، وما معهم من الدواب والحيوانات ، وما لتلك المدن من الأراضي والمعتملات والعمارات وغير ذلك ، رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء ، حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها . فهذا هو شديد القوى . وقوله : ذو مرة . أي خلق حسن وبهاء وسناء ، كما قال في الآية الأخرى : إنه لقول رسول كريم [ التكوير : 19 ] . أي : جبريل رسول من الله " كريم " . أي : حسن المنظر " ذي قوة " . أي : له قوة وبأس شديد عند ذي العرش مكين . أي : له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله ذي العرش المجيد . " مطاع ثم " . أي : مطاع في الملأ الأعلى " أمين " . أي : ذي أمانة عظيمة ، ولهذا كان هو السفير بين الله وبين أنبيائه عليهم السلام الذي ينزل عليهم بالوحي فيه الأخبار الصادقة ، والشرائع العادلة . وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينزل عليه في صفات متعددة كما قدمنا . وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين ، له ستمائة جناح كما روى البخاري ، عن طلق بن غنام ، عن زائدة ، عن الشيباني قال : سألت زرا ، عن قوله : فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى [ النجم : 9 10 ] . قال : حدثنا عبد الله يعني ابن مسعود : أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح .

[ ص: 100 ] وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا شريك ، عن جامع بن أبي راشد ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته ، وله ستمائة جناح ; كل جناح منها قد سد الأفق ، يسقط من جناحه من التهاويل من الدر والياقوت ما الله به عليم . وقال أحمد أيضا : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن ابن مسعود في هذه الآية : ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى [ النجم 13 - 14 ] . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت جبريل وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل ; الدر والياقوت . وقال أحمد : حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا الحسين ، حدثني عاصم بن بهدلة سمعت شقيق بن سلمة يقول : سمعت ابن مسعود يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت جبريل على سدرة المنتهى وله ستمائة جناح . فسألت عاصما عن الأجنحة فأبى أن يخبرني . قال : فأخبرني بعض أصحابه أن الجناح ما بين المشرق والمغرب . وهذه أسانيد جيدة قوية . انفرد بها أحمد .

وقال أحمد : حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني حسين ، حدثني [ ص: 101 ] حصين ، حدثني شقيق سمعت ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل في خضر تعلق به الدر . إسناده صحيح . وقال ابن جرير : حدثنا ابن بزيع البغدادي قال : حدثنا إسحاق بن منصور قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله ما كذب الفؤاد ما رأى [ النجم : 11 ] . قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلتا رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض . إسناد جيد قوي .

وفي الصحيحين من حديث عامر الشعبي ، عن مسروق قال : كنت عند عائشة فقلت : أليس الله يقول : ولقد رآه بالأفق المبين [ التكوير : 23 ] . ولقد رآه نزلة أخرى [ النجم : 13 ] . فقالت : أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال : إنما ذاك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين ، رآه منهبطا من السماء إلى الأرض سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض .

وقال البخاري : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عمر بن ذر ، ( ح ) وحدثني يحيى بن جعفر ، حدثنا وكيع ، عن عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : ألا تزورنا أكثر مما تزورنا قال : فنزلت : وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا [ مريم : 64 ] . الآية . وروى البخاري من حديث الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس [ ص: 102 ] بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة . وقال البخاري : حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا ، فقال له عروة : أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال عمر : أعلم ما تقول يا عروة . قال : سمعت بشير بن أبي مسعود يقول : سمعت أبا مسعود يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نزل جبريل فأمني فصليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه . يحسب بأصابعه خمس صلوات .

ومن صفة إسرافيل عليه السلام ; وهو أحد حملة العرش ، وهو الذي ينفخ في الصور بأمر ربه نفخات ثلاثة ; أولاهن : نفخة الفزع ، والثانية : نفخة الصعق ، والثالثة : نفخة البعث . كما سيأتي بيانه في موضعه من كتابنا هذا بحول الله وقوته وحسن توفيقه . والصور : قرن ينفخ فيه ، كل دارة منه كما بين السماء والأرض ، وفيه موضع أرواح العباد حين يأمره الله بالنفخ للبعث ، فإذا نفخ تخرج الأرواح تتوهج ، فيقول الرب جل جلاله : وعزتي وجلالي لترجعن كل روح إلى البدن الذي كانت تعمره في الدنيا . فتدخل على الأجساد في قبورها ; فتدب فيها كما يدب السم في اللديغ فتحيا الأجساد ، وتنشق عنهم الأجداث ، فيخرجون منها سراعا إلى مقام المحشر . كما سيأتي تفصيله في موضعه .

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أنعم ، [ ص: 103 ] وصاحب القرن قد التقم القرن ، وحنى جبهته ، وانتظر أن يؤذن له ؟ قالوا : كيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا . رواه أحمد ، والترمذي من حديث عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن سعد الطائي ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقال : عن يمينه جبريل ، وعن يساره ميكائيل عليهم السلام . وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا محمد بن عمر بن أبي ليلى حدثني أبي ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه جبريل بناحية إذ انشق أفق السماء فأقبل إسرافيل يدنو من الأرض ويتمايل ، فإذا ملك قد مثل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تختار بين نبي عبد أو ملك نبي ؟ قال : فأشار جبريل إلي بيده أن تواضع . فعرفت أنه لي ناصح ، فقلت : عبد نبي . فعرج ذلك الملك إلى السماء فقلت : يا جبريل قد كنت أردت أن أسألك عن هذا [ ص: 104 ] فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة فمن هذا يا جبريل ؟ فقال : هذا إسرافيل عليه السلام خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه لا يرفع طرفه ، بينه وبين الرب سبعون نورا ، ما منها من نور يكاد يدنو منه إلا احترق بين يديه لوح ، فإذا أذن الله في شيء من السماء أو في الأرض ، ارتفع ذلك اللوح فضرب جبهته ، فينظر فإن كان من عملي أمرني به . وإن كان من عمل ميكائيل أمره به . وإن كان من عمل ملك الموت أمره به . قلت : يا جبريل وعلى أي شيء أنت ؟ قال : على الريح والجنود . قلت : وعلى أي شيء ميكائيل ؟ قال : على النبات والقطر ؟ قلت : وعلى أي شيء ملك الموت ؟ قال : على قبض الأنفس . وما ظننت أنه نزل إلا لقيام الساعة ، وما الذي رأيت مني إلا خوفا من قيام الساعة . هذا حديث غريب من هذا الوجه .

وفي صحيح مسلم ، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يصلي يقول اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

وفي حديث الصور : أن إسرافيل أول من يبعثه الله بعد الصعق لينفخ في الصور . وذكر محمد بن الحسن النقاش : أن إسرافيل أول من سجد من الملائكة ، فجوزي بولاية اللوح المحفوظ . حكاه أبو القاسم السهيلي [ ص: 105 ] في كتابه " التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأعلام " . وقال تعالى : من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال [ البقرة : 98 ] . عطفهما على الملائكة لشرفهما فجبريل ملك عظيم قد تقدم ذكره ، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات ، وهو ذو مكانة من ربه عز وجل ، ومن أشراف الملائكة المقربين .

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا أبو اليمان ، حدثنا ابن عياش ، عن عمارة بن غزية الأنصاري : أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني المعلى يقول : سمعت ثابتا البناني يحدث عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل : ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط . فقال : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار . فهؤلاء الملائكة المصرح بذكرهم في القرآن ، وفي الصحاح هم المذكورون في الدعاء النبوي : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل . فجبريل ينزل بالهدى على الرسل لتبليغ الأمم ، وميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يخلق منهما الأرزاق في هذه الدار ، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه يصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله . وقد روينا أنه ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقدرها في موضعها من الأرض ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور للقيام من [ ص: 106 ] القبور ، والحضور يوم البعث والنشور ليفوز الشكور ، ويجازى الكفور فذاك ذنبه مغفور وسعيه مشكور ، وهذا قد صار عمله كالهباء المنثور وهو يدعو بالويل والثبور .

فجبريل عليه السلام يحصل بما ينزل به الهدى ، وميكائيل يحصل بما هو موكل به الرزق ، وإسرافيل يحصل بما هو موكل به النصر والجزاء وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ، ولا في الأحاديث الصحاح ، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل ، والله أعلم .

وقد قال الله تعالى : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون [ السجدة : 11 ] . وله أعوان يستخرجون روح العبد من جثته حتى تبلغ الحلقوم فيتناولها ملك الموت بيده ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها من يده فيلفوها في أكفان تليق بها . كما قد بسط عند قوله : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة [ إبراهيم : 27 ] . ثم يصعدون بها ، فإن كانت صالحة فتحت لها أبواب السماء ، وإلا غلقت دونها ، وألقي بها إلى الأرض . قال الله تعالى : وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين [ الأنعام : 61 - 62 ] .

[ ص: 107 ] وعن ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد أنهم قالوا : إن الأرض بين يدي ملك الموت مثل الطست يتناول منها حيث يشاء . وقد ذكرنا أن ملائكة الموت يأتون الإنسان على حسب عمله إن كان مؤمنا أتاه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب طيبة الأرواح ، وإن كان كافرا فبالضد من ذلك عياذا بالله العظيم من ذلك .

وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن أبي يحيى المقري ، حدثنا عمرو بن شمر قال : سمعت جعفر بن محمد قال : سمعت أبي يقول : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن . فقال ملك الموت : يا محمد طب نفسا ، وقر عينا فإني بكل مؤمن رفيق ، واعلم أن ما في الأرض بيت مدر ، ولا شعر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ، حتى إني أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ، والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها . قال جعفر بن محمد وهو جعفر الصادق : بلغني أنه يتصفحهم عند مواقيت الصلاة ، فإذا حضر عند الموت فإذا كان ممن يحافظ على الصلاة دنا منه الملك ، ودفع عنه [ ص: 108 ] الشيطان ، ولقنه الملك : لا إله إلا الله محمد رسول الله . في تلك الحال العظيمة . هذا حديث مرسل ، وفيه نظر . وذكرنا في حديث الصور من طريق إسماعيل بن رافع المدني القاص ، عن محمد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . الحديث بطوله ، وفيه : ويأمر الله إسرافيل بنفخة الصعق ، فينفخ نفخة الصعق ; فيصعق أهل السماوات ، وأهل الأرض إلا من شاء الله ، فإذا هم قد خمدوا ، جاء ملك الموت إلى الجبار عز وجل ، فيقول : يا رب قد مات أهل السماوات والأرض إلا من شئت . فيقول الله وهو أعلم بمن بقي : فمن بقي ؟ فيقول : يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقي جبريل وميكائيل . فيقول : ليمت جبريل وميكائيل . فينطق الله العرش فيقول : يا رب يموت جبريل وميكائيل . فيقول : اسكت فإني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي . فيموتان ، ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار عز وجل ، فيقول : يا رب قد مات جبريل وميكائيل فيقول الله وهو أعلم : بمن بقي فمن بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقيت أنا . فيقول الله : لتمت حملة عرشي . فيموتون ، ويأمر الله العرش فيقبض الصور من إسرافيل ، ثم يأتي ملك الموت فيقول : يا رب قد مات حملة عرشك . فيقول الله وهو أعلم بمن بقي فمن بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت أنا فيقول الله : أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت . فيموت ، فإذا لم يبق إلا الله الواحد القهار الأحد الصمد الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد كان آخرا كما كان أولا .

[ ص: 109 ] وذكر تمام الحديث بطوله . رواه الطبراني ، وابن جرير ، والبيهقي . ورواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب " الطوالات " وعنده زيادة غريبة ، وهي قوله : فيقول الله له : " أنت خلق من خلقي خلقتك لما أردت فمت موتا لا تحيا بعده أبدا " .

ومن الملائكة المنصوص على أسمائهم في القرآن : هاروت ، وماروت ، في قول جماعة كثيرة من السلف . وقد ورد في قصتهما وما كان من أمرهما آثار كثيرة غالبها إسرائيليات . وروى الإمام أحمد حديثا مرفوعا ، عن ابن عمر ، وصححه ابن حبان في " تقاسيمه " ، وفي صحته عندي نظر ، والأشبه أنه موقوف على عبد الله بن عمر ، ويكون مما تلقاه عن كعب الأحبار كما سيأتي بيانه ، والله أعلم . وفيه : أنه تمثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر . وعن علي ، وابن عباس ، وابن عمر أيضا : أن الزهرة كانت امرأة ، وأنهما لما طلبا منها ما ذكر ، أبت إلا أن يعلماها الاسم الأعظم ، فعلماها فقالته : فارتفعت إلى السماء فصارت كوكبا . وروى الحاكم في " مستدركه " عن ابن عباس قال : وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحسن الزهرة في سائر الكواكب . وهذا اللفظ أحسن ما ورد [ ص: 110 ] في شأن الزهرة ، ثم قيل : كان أمرهما ، وقصتهما في زمان إدريس . وقيل : في زمان سليمان بن داود . كما حررنا ذلك في التفسير .

وبالجملة فهو خبر إسرائيلي مرجعه إلى كعب الأحبار ، كما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن كعب الأحبار بالقصة . وهذا أصح إسنادا ، وأثبت رجالا ، والله أعلم .

، ثم قد قيل : إن المراد بقوله : وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت [ البقرة : 102 ] . قبيلان من الجان . قاله ابن حزم ، وهذا غريب وبعيد من اللفظ . ومن الناس من قرأ : " وما أنزل على الملكين " . بالكسر ، ويجعلهما علجين من أهل فارس قاله الضحاك ، ومن الناس من يقول : هما ملكان من السماء . ولكن سبق في قدر الله لهما ما ذكره من أمرهما إن صح به الخبر ، ويكون حكمهما كحكم إبليس إن قيل : إنه من الملائكة . لكن الصحيح أنه من الجن ، كما سيأتي تقريره .

ومن الملائكة المسمين في الحديث : منكر ونكير عليهما السلام ، وقد استفاض في الأحاديث ذكرهما في سؤال القبر . وقد أوردناها عند قوله تعالى : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء [ إبراهيم : 27 ] . وهما فتانا القبر ، موكلان بسؤال الميت في قبره ، عن ربه ، ودينه ، ونبيه ، ويمتحنان البر والفاجر ، وهما أزرقان أفرقان لهما أنياب وأشكال مزعجة وأصوات مفزعة . أجارنا الله من عذاب القبر ، وثبتنا بالقول الثابت آمين .

[ ص: 111 ] وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا ابن وهب حدثني يونس ، عن ابن شهاب حدثني عروة : أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته : أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا به عليك ، وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . فناداني ملك الجبال فسلم علي ، ثم قال : يا محمد . فقال : ذلك فما شئت : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا . ورواه مسلم من حديث ابن وهب به .

فوائد من قوله تعالى {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179

ذه عشر فوائد مستنبطة من قوله جل وعلا : {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69] :

الأولى : أن الساحر كما أخبر الله تبارك وتعالى لا يفلح أبداً ؛ وينبغي أن نعلم أن الفلاح يعني حيازة الخير في الدنيا والآخرة ، فنفيُه عن الساحر نفيٌ لتحصيل الساحر للخير في دنياه وأخراه ، فهو خائبٌ خاسرٌ في الدنيا والآخرة .

الثانية : أن السحر ليس طريقةً واحدة ، وإنما هو طرائق كثيرة ومدارس متنوعة وأنواعه عديدة ، وقد قال الله جل وعلا في هذا السياق: { حَيْثُ أَتَى} أي أيًّا كانت طريقته وأيًّا كان أسلوبه في السحر وأيًّا كانت مدرسته ؛ فالسحر أيًّا كانت طريقته وأسلوبه ونوعه هذا مآله ومصيره أنَّ صاحبه لا يفلح إطلاقًا لا في دنياه ولا في أخراه .

الثالثة : أن الساحر إذا كان أمره كما أخبر الله لا يفلح حيث أتى فإنَّ من يأتي إليه يطلب من جهته منفعةً أو صلاحًا أو فائدةً فإنَّه لا يفلح من باب أوْلى.

الرابعة : بطلان النشرة التي هي حلٌ للسحر بسحرٍ مثله ، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن النشرة قال : ((هي من عمل الشيطان)) ، فحلُّ السحر بسحر مثله هذا أمرٌ لا يجوز ، فيحرم على المسلم أن يذهب إلى ساحر حتى وإن كان غرضه من الذهاب إليه أن يحُلَّ عنه سحرًا أصابه ، فهو داخلٌ تحت عموم قوله تبارك وتعالى { حَيْثُ أَتَى} ، فلا يمكن أن يُنال من جهته أي فلاحٍ ولو كان ذلك حلًا للسحر.

الخامسة : أنَّ الساحر إذا عُلم أنه لا يفلح -أي لا ينال خيرًا لا في الدنيا ولا في الآخرة- فإن من يأتيه حتى وإن كان غرضه حلّ السحر أيضًا يصيبه ما أصاب الساحر من الخيبة وعدم الفلاح ؛ ولهذا فإنَّ السحرة عندما يأتيهم آتٍ ولو كان مراده حلَّ سحرٍ أصابه لا يعالجونه إلا بتقربٍ للشياطين ، فربما عالجوا مرضًا يسيرًا في الشخص وأوقعوه في بلاء عظيم وهو الكفر بالله ، والوقوع في الشرك بالله ، والتعلق بالشياطين والتقرب لهم ، إلى غير ذلك .

السادسة : أن هذه الآية تقوِّي في قلب المؤمن التوكل على الله والثقة به سبحانه وتعالى ؛ لأن الله عز وجل أخبر أن الساحر لا يفلح ، وقد قال الله سبحانه: { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:102] ، فهذا يقوِّي في العبد التوكل على الله ، والثقة بالله سبحانه وتعالى ، وعدم التفات القلب إلى السحرة وأعوانهم خوفًا منهم أو نحو ذلك ، بل يكون على ثقةٍ بربه وتوكلٍ على مولاه جل وعلا ، يزداد إيمانًا ، وثقةً بالله، وتوكلًا عليه وحده تبارك وتعالى، إيمانًا بأنه لا يمكن أن يضره شيء إلا بإذن الله تبارك وتعالى ؛ فهو إليه وحده يلجأ ، وعليه وحده يتوكل ، وبه وحده يستعين .

السابعة : أنَّ الفلاح والعلو إنما هو لأهل الإيمان ؛ وقد مر في هذا السياق أن السحرة قالوا : { وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى } [طه:64] ، فأبى الله جلَّ في علاه أن يكون الفلاح إلا لأهل الإيمان ، ولهذا قال جل وعلا في هذا السياق {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} ، بعد أن أمر نبيه ورسوله موسى عليه السلام أن يُلقي تلك العصا الصغيرة في يده في مجابهة ركام السحر الكثير { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } [طه:69] .

الثامنة : أن هذا الحكم الذي ذكره الله جل وعلا في هذه الآية {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} حكمٌ يتناول كلَّ ساحرٍ في كل زمان ؛ وهذا نعلمه من طريقة القرآن ، فالسياق كان عن سحرة معيَّنين نازلوا موسى عليه السلام فلم يقل ولا يفلح هؤلاء السحرة ، وإنما قال : {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} . فطريقة القرآن إذا كان الحكم لا يختص بالمعيَّن الذي جاء السياق لإبطال ما هو عليه وإنما يتناول كل من كان على صفته يأتي الحكم عامًا كما هو في هذه الآية قال : {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} ، فالساحر هنا أي : كل ساحر في أي زمان أو مكان، فـ «ال» للجنس .

التاسعة : أهمية دراسة سيَر الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ؛ وأنها سيرٌ حافلةٌ بالعبَر والعظات والدروس البالغات ، وفيها تقويةٌ للإيمان ، وربطٌ لجأش المؤمن ، وتقويةٌ لصلته بربه وتوكله عليه ؛ فمن يقرأ هذه القصص ونظائرها وأمثالها في كتاب الله والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه يجد فيها العبر والعظات والدروس البالغات ، كما قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [يوسف:111] .

العاشرة : في هذه الآية شاهدٌ لقول الله تبارك وتعالى : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] ، وقول الله تبارك وتعالى : {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } [الزمر:36] ، فموسى في ذلك الموقف كان أمامه من عتاولة السحرة ما يقربون من الثلاثين ألف أو أكثر أو أقل كما ذكر ذلك أهل التفسير ، وجميع ما جاءوا به من سحر وجمعوه من كيد ووقوفهم صفًا واحدًا ضد موسى عليه السلام كل هذا الركام أبطله الله { مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ } [يونس:81] ؛ أبطله الله وكان مآلهم الخيبة والخسران وعدم الفلاح .

عتقاء الله من النار الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179


عتقاء الله من النار

في مسند الامام أحمد بسند صحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن لله عتقاء في كل يوم وليلة..) الحديث .

متى ؟ الآن في شهر رمضان

العتق من النار يعني النجاة من النار والفوز بالجنة ، وهذا الأمر الأسمى غاية الفوز ، قال الله تعالى ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )


ونحن الآن بعد أن مضى جزء من الشهر ومضت أيامه الأولى نسأل أنفسنا : هل مازلنا على ما نحن عليه من النشاط والحيوية في العبادة في أول الشهر ؟!


ينبغي أن يحدو المسلم الأمل فيما عند الله وإن مما يحث المسلم ويعلي همته ويشجع عزيمته أن يتذكر أن رمضان فرصة للعتق من النار ، فيجدد العزم ويقبل على الطاعة ، ويبادر إلى فعل الخيرات ، ويسابق إلى اغتنام الأجور المضاعفة في هذا الشهر الكريم والموسم العظيم

:

إن المتأمل في الأحاديث التي بينت أسباب العتق من النار يجد تلك الأسباب تربو على عشرين سبباً - أفردها أحد الأفاضل في رسالة _ لكن لعلي أتوقف عند ثلاثة منها أجد لها علاقة كبيرة برمضان

أولها / الإخلاص سبب للعتق من النار :

ثاني الأسباب ( البكاء من خشية الله)



قال صلى الله عليه وسلم :[



لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، و لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في منخري مسلم أبدا ] [ رواه الترمذي وغيره بسند صحيح ] ، والبكاء من خشية الله كما لايخفى سبب في أن يكون المرء تحت ظل عرش الرحمن يوم لاظل إلا ظله ، فالدمعة لله أشرف الدمعات وأرقها وأرقاها ، إنها الدمعة التي تغسل الخطايا والذنوب ، إنها الدمعة التي فيها رضا الرب جل جلاله ، وهي فرصة ونحن في شهر رمضان شهر القرآن وتدبره ، فنحن نقرأه و نسمعه في المساجد وفي وسائل الإعلام المتنوعة ، حري بالمسلم أن يتدبر كلام الله ، وأن يقف عند الآيات وما فيها من العظات فتتحرك القلوب وتتأثر وتخشع، وهناك ليبشر المسلم بالدمعة الخالصة التي تكون لله ومن خشية الله .


أما ثالث الأسباب
،
فهو ماجاء في حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال :[ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، و لا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره منِّي ] [ رواه الإمام أحمد بسند صحيح] .


إنه الدعاء ، إنه التضرع إلى الله ، إنه الإلتجاء إلى الله ، إنه الوقوف بين يدي الله ، وتعجب حينما يأتي الله سبحانه بتعالى بآية تتحدث عن الدعاء في معرض حديثه عن آيات الصيام ، ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) ولهذا قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : (وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء ، متخللة بين أحكام الصيام ، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة ، بل وعند كل فطر


اللهم أدخلنا الجنة ، اللهم أدخلنا الجنة ، اللهم أدخلنا الجنة ، اللهم أجرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار

الوصف الكامل للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179

صفة لونه:

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق - أي لم يكن شديد البياض والبرص - يتلألأ نوراً).
صفة وجهه:
كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خلقاً)
صفة جبينه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد الرازق والبيهقي وابن عساكر. وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم. وقد صفه ابن أبي خيثمة فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ).
صفة حاجبيه:
كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.
صفة عينيه:

كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة - أي رموش العينين - ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين. قال القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم (إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما - والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة - وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها). أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.


صفة أنفه:


يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف.


صفة خديه:

كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا حديث صحيح.

صفة فمه وأسنانه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب - أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين - الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان - إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، - النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).

صفة ريقه:

لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته بإذن الله. فقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو نعيم أن عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه وسلم يبايعنه، وهن خمس، فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها، فقال الشاعر (اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى).

صفة لحيته:

(كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية)، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر. وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، - والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها - وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها)، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه. وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: (كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته). أخرجه مسلم. (وكان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية، بمقدار قبضة اليد، يحسنها ويطيبها، أي يضع عليها الطيب. وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأ سه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات). أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم حف الشارب وإعفاء اللحية.

صفة رأسه:

كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.

صفة عنقه ورقبته:

رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق، والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة)، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر)، أخرجه البيهقي وابن عساكر.

اسرار ترتيب القران الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179



اسرار ترتيب القران الكافرون . النصر . تبت . الاخلاص . الكوثر . الهمزه .الفيل . قريش .الفلق . الناس

سورة الكافرون

أقول‏:‏ وجه اتصالها بما قبلها‏:‏ أنه تعالى لما قال‏:‏ ‏‏فصل لربك‏‏ أمره أن يخاطب الكافرين بأنه لا يعبد إلا ربه ولا يعبد ما يعبدون وبالغ في ذلك فكرر وانفصل منهم على أن لهم دينهم وله دينه

سورة النصر

أقول‏:‏ وجه اتصالها بما قبلها‏:‏ أنه قال في آخر ما قبلها‏:‏ ‏‏ولي دين‏‏ فكان فيه إشعار بأنه خلص له دينه وسلم من شوائب الكفار والمخالفين فعقب ببيان وقت ذلك وهو مجئ الفتح والنصر فإن الناس حين دخلوا في دين الله أفواجاً فقدتم الأمر وذهب الكفر وخلص دين الإسلام ممن وقال الإمام فخر الدين‏:‏ كأنه تعالى يقول‏:‏ لما أمرتك في السورة المتقدمة بمجاهدة جميع الكفار بالتبرى منهم وإبطال دينهم جزيتك على ذلك بالنصر والفتح وتكثير الأتباع قال‏:‏ ووجه آخر وهو‏:‏ أنه لما أعطاه الكوثر وهو‏:‏ الخير الكثير ناسب تحميله مشقاته وتكاليفه فعقبها بمجاهدة الكفار والتبرى منهم فلما امتثل ذلك أعقبه بالبشارة بالنصر والفتح وإقبال الناس أفواجاً إلى دينه وأشار إلى دنو أجله فإنه ليس بعد الكمال إلا الزال توقيع زوالا إذا قيل تم

اسرار ترتيب القران الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179



اسرار ترتيب القران الكافرون . النصر . تبت . الاخلاص . الكوثر . الهمزه .الفيل . قريش .الفلق . الناس

سورة الكافرون

أقول‏:‏ وجه اتصالها بما قبلها‏:‏ أنه تعالى لما قال‏:‏ ‏‏فصل لربك‏‏ أمره أن يخاطب الكافرين بأنه لا يعبد إلا ربه ولا يعبد ما يعبدون وبالغ في ذلك فكرر وانفصل منهم على أن لهم دينهم وله دينه

سورة النصر

أقول‏:‏ وجه اتصالها بما قبلها‏:‏ أنه قال في آخر ما قبلها‏:‏ ‏‏ولي دين‏‏ فكان فيه إشعار بأنه خلص له دينه وسلم من شوائب الكفار والمخالفين فعقب ببيان وقت ذلك وهو مجئ الفتح والنصر فإن الناس حين دخلوا في دين الله أفواجاً فقدتم الأمر وذهب الكفر وخلص دين الإسلام ممن وقال الإمام فخر الدين‏:‏ كأنه تعالى يقول‏:‏ لما أمرتك في السورة المتقدمة بمجاهدة جميع الكفار بالتبرى منهم وإبطال دينهم جزيتك على ذلك بالنصر والفتح وتكثير الأتباع قال‏:‏ ووجه آخر وهو‏:‏ أنه لما أعطاه الكوثر وهو‏:‏ الخير الكثير ناسب تحميله مشقاته وتكاليفه فعقبها بمجاهدة الكفار والتبرى منهم فلما امتثل ذلك أعقبه بالبشارة بالنصر والفتح وإقبال الناس أفواجاً إلى دينه وأشار إلى دنو أجله فإنه ليس بعد الكمال إلا الزال توقيع زوالا إذا قيل تم

السبت، 12 أكتوبر 2019

علاج سحر الأرحام الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179



تعريفه

سحر الأرحام هو نوع من أنواع السحر يكون خاص بالمرأة المتزوجة ، حيث أن الساحر يقوم بسحر المرأة حتى لا تنجب واذا حدث الحمل سقط الجنين . وهو عادة يصنع لموت الجنين في بطن امه

انواعه

بالنسبة لسحر الأرحام فيقوم بمنع الحمل للمسحورة كلية أو اذا حملت لا يكتمل هذا الحمل وتجهض المرأة المسحورة

اعراضه
له أعراض فى المنام واليقظة
-
أما اعراض المنام
- رؤية نساء بأشكال غريبة ومفزعة يدخلن ايديهن في رحم المريضه وتصبح المريضة وبها ألم
وترى المرأة فى المنام وكأن كورة بالبطن تتحرك بالرحم
ورؤية الأطفال بكثرة بالمنام
- رؤية الثعابين تخرج من الرحم وتدخل
- اما في اليقظة
سحر الارحام لايختلف كثيرا

اعراضه في اليقظه
ففيه صداع واضطراب وألام أثناء الدورة الشهرية
والم في الخاصرة
- الم في البطن
- الم في المقعدة
ويصاحب سحر الأرحام أحيانا نزيف قد يكون شديدا اوخفيفا
الالم اسفل الظهرومايقابله في الرحم
الاسقاط اوالعقم اوتشوه الجنين
خروج سائل و رائحة كريهة تخرج من الفرج
الكره الشديد للأقارب وخاصة للزوج
و هذا السحر يتحول في اغلب الاحيان الى عشق عياذا بالله او مضايقات اجباريه لا عشقيه
- خدام هذا السحر بنسبه كبيره من اناث الجن وقليلا من الذكور
- خدام هذا السحر يكونوا غالب من اشرس انواع الجن من الناحيه التحمليه


العلاج

تكتب سورة الواقعة + اسماء الله الحسنى + اية ابطال السحر 7 مرات( قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله) بماء ورد وزعفران وتمحى بماء عادي ويشرب منه على الريق لمدة 7 ايام

يقرا على المريض وفي زيت الزيتون رقية السحر مكررة 7 مرات( لِلّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذّكُورَ ) [الشورى:49]
أَلَمْ نَخْلُقكّم مّن مّآءٍ مّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مّكِينٍ * إِلَىَ قَدَرٍ مّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ { [المرسلات:20 –24]
وَهُوَ الّذِيَ أَنشَأَكُم مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصّلْنَا الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ{ [الأنعام:98]

يدهن بهذا الزيت فقرات الظهر واسفل السرة و البطن ويداوم عليها طيلة الحمل
الى ان يتم الشفاء

و الله يكتب الشفاء